الرئيسية
أحدث الصور
من طرف السعــــادة
تعريف السعادة :
=========
السعادة إحساس عميق وشعور بالرضا والقناعة ، وهي راحة نفسية واستشعار للفرح و السرور.
والسعادة في لسان العرب لابن منظور ، مشتقة من أصلها الثلاثي " سعد " أي فرح واستبشر ، و تتضمن مفهوم اليُمن ، وهي نقيض النحس والشقاوة .. فهي بلوغ الرضا التام الذي يتحقق بواسطة الإشباع والتدبير ، الإشباع للفرد والتدبير للجماعة ..
ومفهوم السعادة في المعجم العربي يحمل دلالات متعددة لها أبعاد اجتماعية وسياسية وفكرية ، وذات جوانب مادية ومعنوية ، فالإنسان لا يولد سعيدا ، وإنما يولد ليكون سعيدا لأن السعادة غاية وحلم إنساني وذلك المعنى الذي ينبغي علينا كشفه ، ولا يمكننا أن نتعرف طعم السعادة إذا لم نعرف الشقاء والألم ، فالأشياء تعرف بنواقضها
والسعادة مسألة نسبية تختلف أسبابها من شخص لآخر ، فهناك من يجد سعادته في الحصول على المال ، وهناك من يجدها في تحصيل العلم أو في كسب الصحة .. أو الأسرة .. أو النجاح .. أو الزواج .. أو ..
من هنا يكون الوصول إلى السعادة هو تحقيق للأمل وبلوغ للأحلام ، وكلما كثُرت الأحلام وتشعبت كلما تناقصت السعادة ، وتحقيق حلم ما أو أحد الآمال ، ليس إلا تحقيقا لجزء من السعادة التي لا يمكن أن نشتريها بالمال ، وإنما نعمل جاهدين من أجل الحصول عليها
السعادة عند المفكرين والفلاسفة :
===================
تحصّل السعادة ، كمفهوم فلسفي ، عبر عدة مؤشرات ، أهمها العقل والفضيلة والخير
ف "فخر الدين الرازي " ، يربط السعادة باللذة العقلية ويرى أن العقل هو أسمى ما في الإنسان وهو مايميزه عن الحيوان ، يقول : " الاشتغال بقضاء الشهوات ليس من السعادات والكمالات ، بل هو من دفع الحاجات " ، فالسعادة هنا عقلية وليست تحقيقا للشهوات
ويجعلها " مسكويه " في بلوغ الكمال ، الذي يتجلى في المعرفة والأخلاق التي أساس تحصيلها هو العقل
في حين يرى الفارابي أن سعادة الإنسان تكمن في بلوغ الحكمة التي تتحقق بسموِّ الروح والتسامي بها نتيجة الإلهام الذي يغمر القلب ، وهو مايسمى بالإشراق الروحي عند أهل التصوف ، واشتهر في ذلك كل من رابعة العدوية والحلاج وغيرهما ..
ونجد أن كلا من الفلاسفة والمتصوفة ، يلتقون في كون السعادة تحصيل حاصل ، فهي عند المتصوفة تدبير الفرد وعند الفلاسفة ارتباط بالمجتمع ، وقد كان الفرابي صلة وصل بينهما ، حين ربط بين السعادة الفردية والجماعية .. وتعتبر المدينة الفاضلة ، خير مثال على ذلك ، فالتفاف الشعب حول رئيسه ، والتعاون والتكامل بين الطبقات الاجتماعية يحقق سعادة الفرد والجماعة ..
من هنا نستخلص حالة التعود على فعل الخير الذي قال به أرسطو ، الذي يؤكد أن السعادة هي تلك الحالة العقلية التي يولدها الشعور بالتعود على فعل الخير
أما " كانط " فيرى أن السعادة ليست أساسية وليست محدِّدة للفعل الأخلاقي ، فهي الإلزام الأخلاقي المطلق الذي يحدده القانون الأخلاقي النابع عن التشريع العقلاني .. وهكذا تكون الخيرية بالنسبة لكانط هي الخضوع للواجب وليس غاية السعادة ، فنقد العقل يجعل أخلاق الخير تتراجع أمام أخلاق الواجب : " الأخلاق ليست هي المذهب الذي يعلمنا كيف نكون سعداء ، بل هي المذهب الذي يعلمنا كيف نكون جديرين بالسعادة "
السعادة عند علماء النفس :
===============
يعرّف علماء النفس مفهوم السعادة بالتقبل الواقعي بواسطة الفرد بحدود إمكاناته وقدرته على الاستمتاع بحياته والتكيف معها
ويرى الدكتور والطبيب النفسي " كينون شيلدون " أن المتطلبات النفسية ، في محاولة تحقيقها ، يمكن أن تكون دافعَ تحصيل السعادة ، وأن هذا التحصيل يوصل إلى مستويات وآفاق جديدة
ويرى آخرون أن السعادة تكمن في سكون النفس وهدوئها والشعور بالقناعة والرضا ، فالسعادة هي الشخصية السوية والنفسية المستكينة ..
ويعترف البوفسور " أدريان هاوايت " أن معايير السعادة ليست كاملة ، وأن المال والشهرة ليست عوامل لتحقيق السعادة ، في حين أن الشعور بالاستقلالية والاعتداد بالذات والرضا عن النفس والتقارب مع الآخرين والثقة ، أمور تسهم في الإحساس بالسعادة
ويتأثر تحقيق السعادة بالموروثات البيولوجية والثقافية والأحاسيس والقيم الدينية والأخلاقية والبيئة والمجتمع وغيرها ..
السعادة في الإسلام :
============
جاءت السعادة في الإسلام بألفاظ متعددة مثل : " الحياة الطيبة " قال تعالى : " من عمل عملا صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ماكانوا يعملون " سورة النحل الآية 97
كما ذكرت بما يقابلها مثل : " الشقاء والضنك " .. قال تعالى : " فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا " سورة طه الآية 123-124
فالسعادة هي السكينة والطمأنينة وراحة البال والإيمان والعمل الصالح ، لأن الإيمان هو السبيل إلى الحياة الطيبة والدافع إلى الامتثال للأوامر واجتناب النواهي وتحقيق العلاقات الطيبة
كذلك جاء التعبير عن السعادة بانشراح الصدر في قوله تعالى : " فمن يرد الله أن يهديه ويشرح صدره للإسلام ، ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصَّعَّد في السماء " سورة الأنعام الآية 125
والسعادة الحقيقية هي الفوز بالجنة ، قال عز وجل في سورة هود الآية 105 : " يوم يأت لا تَكَلَّم نفس إلا بإذنه فمنهم شقي وسعيد ، فأما الذين شقوا ففي النار لهم فيها زفير وشهيق خالدين فيها مادامت السماوات والأرض إلا ما شاء ربك إن ربك فعال لما يريد ، وأما الذين سعدوا ففي الجنة خالدين فيها ما دامت السماوات الأرض إلا ما شاء ربك ... "
قال ابن مسعود : " إن الله لقسطه وعدله جعل الروح والفرح في اليقين والرضا ، وجعل الغم والحزن في السخط والشك " ، فاليقين بالإيمان والرضا بالقضاء والقدر هو سبيل السعادة ..
والاستغفار هو دواء الذنوب كما جاء في الحديث الشريف : " إن لكل داء دواء ، ودواء الذنوب الاستغفار "
و لا يمكن تحقيق السعادة إلا بالتعامل مع الآخر ، فالإنسان الذي يعيش في عزلة عن الناس لا يتذوق طعم الفرحة والسرور ، ولا الحزن والألم ، فكل عنده سواء
أما الجماعة فتحفز على الإخلاص وإشاعة الخير بين الناس ، والتنافس في إرضاء الله ، قال تعالى : " لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس ، ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضاة الله فسوف نوتيه أجرا عظيما " سورة النساء الآية 114
ويمكن تحقيق سعادة الدنيا والآخرة بالاشتغال بما يلهي النفس عن التوتر والقلق مثل الذكر " ألا بذكر الله تطمئن القلوب " سورة الرعد الآية 228 ، والتفكير في الحاضر ونسيان الماضي وعدم الخوف من المستقبل ، فالذي مضى لا يعود والذي في علم الغيب له مدبر حكيم ، قال صلى الله عليه وسلم : " احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز ، وإن أصابك شيء فلا تقل : لو أني فعلت كذا كان كذا وكذا ، ولكن قل : قدَّر الله وما شاء فعل ، فإن " لو تفتح عمل الشيطان " " رواه مسلم
وكذا بالنظر إلى ما هو دونه ، والابتعاد عن الأسباب الجالبة للهموم والاعتماد على الله والوثوق به وظن الخير .. فالسعيد هو من سعد في الدنيا والآخرة ، قال تعالى : " فأما من أوتي كتابه بيمينه فيقول هاؤم اقرأوا كتابيه إني ظننت إني ملاق حسابيه فهو في عيشة راضيه في جنة عاليه قطوفها دانية كلوا واشربوا هنيئا بما أسلفتم في الأيام الخالية " سورة الحاقة الآية من 19 الى 24 ، إنها السعادة العارمة ..
ونخاص إلى أن السعادة في الإسلام ترتكز على مايلي :
1- الايمان الصادق و العمل الصالح .
2- الاكثار من ذكر الله وقراءة القرأن الكريم .
3- كثرة التوبة و الاستغفار .
4- الدعاء بصلاح الدين و الدنيا .
5- مقابلة الاساءة بالاحسان .
6- تجنب الوحدة و الفراغ .
7- الاشتغال بعمل او علم نافع .
8- التحدث بنعم الله الظاهرة و الباطنة .
9- تذكر مصائب الاخرين .حتى تهون عليك مصائبك .
10- النظر الى من هو اسفل منك في امور الدنيا و الى من هو اعلى منك في امور الدين .
11- القناعة و الرضا .
12- التعفف .
13- احتساب الاجر في كل صغيرة و كبيرة .
14- الايمان بالقضاء و القدر .
15- تجنب الغضب و دواعيه .
16- الحرص على اعطاء كل ذي حق حقه .
17- حسم الاعمال الموكل بها .
18- نسيان ما مضى من المكاره .
19- ان تحب للناس ما تحب لنفسك .
20- مخالطة الاخيار و تجنب الاشرار .
21- تذكر ما اعده الله لعباده المؤمين بالجنة من النعيم المقيم .
22- تقبل النصح و التوجيه .
جعلنا الله جميعا من الفائزين بسعادة الدنيا والآخرة
فاطمة امزيل
سفيرة الم
حبةتعريف السعادة :
=========
السعادة إحساس عميق وشعور بالرضا والقناعة ، وهي راحة نفسية واستشعار للفرح و السرور.
والسعادة في لسان العرب لابن منظور ، مشتقة من أصلها الثلاثي " سعد " أي فرح واستبشر ، و تتضمن مفهوم اليُمن ، وهي نقيض النحس والشقاوة .. فهي بلوغ الرضا التام الذي يتحقق بواسطة الإشباع والتدبير ، الإشباع للفرد والتدبير للجماعة ..
ومفهوم السعادة في المعجم العربي يحمل دلالات متعددة لها أبعاد اجتماعية وسياسية وفكرية ، وذات جوانب مادية ومعنوية ، فالإنسان لا يولد سعيدا ، وإنما يولد ليكون سعيدا لأن السعادة غاية وحلم إنساني وذلك المعنى الذي ينبغي علينا كشفه ، ولا يمكننا أن نتعرف طعم السعادة إذا لم نعرف الشقاء والألم ، فالأشياء تعرف بنواقضها
والسعادة مسألة نسبية تختلف أسبابها من شخص لآخر ، فهناك من يجد سعادته في الحصول على المال ، وهناك من يجدها في تحصيل العلم أو في كسب الصحة .. أو الأسرة .. أو النجاح .. أو الزواج .. أو ..
من هنا يكون الوصول إلى السعادة هو تحقيق للأمل وبلوغ للأحلام ، وكلما كثُرت الأحلام وتشعبت كلما تناقصت السعادة ، وتحقيق حلم ما أو أحد الآمال ، ليس إلا تحقيقا لجزء من السعادة التي لا يمكن أن نشتريها بالمال ، وإنما نعمل جاهدين من أجل الحصول عليها
السعادة عند المفكرين والفلاسفة :
===================
تحصّل السعادة ، كمفهوم فلسفي ، عبر عدة مؤشرات ، أهمها العقل والفضيلة والخير
ف "فخر الدين الرازي " ، يربط السعادة باللذة العقلية ويرى أن العقل هو أسمى ما في الإنسان وهو مايميزه عن الحيوان ، يقول : " الاشتغال بقضاء الشهوات ليس من السعادات والكمالات ، بل هو من دفع الحاجات " ، فالسعادة هنا عقلية وليست تحقيقا للشهوات
ويجعلها " مسكويه " في بلوغ الكمال ، الذي يتجلى في المعرفة والأخلاق التي أساس تحصيلها هو العقل
في حين يرى الفارابي أن سعادة الإنسان تكمن في بلوغ الحكمة التي تتحقق بسموِّ الروح والتسامي بها نتيجة الإلهام الذي يغمر القلب ، وهو مايسمى بالإشراق الروحي عند أهل التصوف ، واشتهر في ذلك كل من رابعة العدوية والحلاج وغيرهما ..
ونجد أن كلا من الفلاسفة والمتصوفة ، يلتقون في كون السعادة تحصيل حاصل ، فهي عند المتصوفة تدبير الفرد وعند الفلاسفة ارتباط بالمجتمع ، وقد كان الفرابي صلة وصل بينهما ، حين ربط بين السعادة الفردية والجماعية .. وتعتبر المدينة الفاضلة ، خير مثال على ذلك ، فالتفاف الشعب حول رئيسه ، والتعاون والتكامل بين الطبقات الاجتماعية يحقق سعادة الفرد والجماعة ..
من هنا نستخلص حالة التعود على فعل الخير الذي قال به أرسطو ، الذي يؤكد أن السعادة هي تلك الحالة العقلية التي يولدها الشعور بالتعود على فعل الخير
أما " كانط " فيرى أن السعادة ليست أساسية وليست محدِّدة للفعل الأخلاقي ، فهي الإلزام الأخلاقي المطلق الذي يحدده القانون الأخلاقي النابع عن التشريع العقلاني .. وهكذا تكون الخيرية بالنسبة لكانط هي الخضوع للواجب وليس غاية السعادة ، فنقد العقل يجعل أخلاق الخير تتراجع أمام أخلاق الواجب : " الأخلاق ليست هي المذهب الذي يعلمنا كيف نكون سعداء ، بل هي المذهب الذي يعلمنا كيف نكون جديرين بالسعادة "
السعادة عند علماء النفس :
===============
يعرّف علماء النفس مفهوم السعادة بالتقبل الواقعي بواسطة الفرد بحدود إمكاناته وقدرته على الاستمتاع بحياته والتكيف معها
ويرى الدكتور والطبيب النفسي " كينون شيلدون " أن المتطلبات النفسية ، في محاولة تحقيقها ، يمكن أن تكون دافعَ تحصيل السعادة ، وأن هذا التحصيل يوصل إلى مستويات وآفاق جديدة
ويرى آخرون أن السعادة تكمن في سكون النفس وهدوئها والشعور بالقناعة والرضا ، فالسعادة هي الشخصية السوية والنفسية المستكينة ..
ويعترف البوفسور " أدريان هاوايت " أن معايير السعادة ليست كاملة ، وأن المال والشهرة ليست عوامل لتحقيق السعادة ، في حين أن الشعور بالاستقلالية والاعتداد بالذات والرضا عن النفس والتقارب مع الآخرين والثقة ، أمور تسهم في الإحساس بالسعادة
ويتأثر تحقيق السعادة بالموروثات البيولوجية والثقافية والأحاسيس والقيم الدينية والأخلاقية والبيئة والمجتمع وغيرها ..
السعادة في الإسلام :
============
جاءت السعادة في الإسلام بألفاظ متعددة مثل : " الحياة الطيبة " قال تعالى : " من عمل عملا صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ماكانوا يعملون " سورة النحل الآية 97
كما ذكرت بما يقابلها مثل : " الشقاء والضنك " .. قال تعالى : " فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا " سورة طه الآية 123-124
فالسعادة هي السكينة والطمأنينة وراحة البال والإيمان والعمل الصالح ، لأن الإيمان هو السبيل إلى الحياة الطيبة والدافع إلى الامتثال للأوامر واجتناب النواهي وتحقيق العلاقات الطيبة
كذلك جاء التعبير عن السعادة بانشراح الصدر في قوله تعالى : " فمن يرد الله أن يهديه ويشرح صدره للإسلام ، ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصَّعَّد في السماء " سورة الأنعام الآية 125
والسعادة الحقيقية هي الفوز بالجنة ، قال عز وجل في سورة هود الآية 105 : " يوم يأت لا تَكَلَّم نفس إلا بإذنه فمنهم شقي وسعيد ، فأما الذين شقوا ففي النار لهم فيها زفير وشهيق خالدين فيها مادامت السماوات والأرض إلا ما شاء ربك إن ربك فعال لما يريد ، وأما الذين سعدوا ففي الجنة خالدين فيها ما دامت السماوات الأرض إلا ما شاء ربك ... "
قال ابن مسعود : " إن الله لقسطه وعدله جعل الروح والفرح في اليقين والرضا ، وجعل الغم والحزن في السخط والشك " ، فاليقين بالإيمان والرضا بالقضاء والقدر هو سبيل السعادة ..
والاستغفار هو دواء الذنوب كما جاء في الحديث الشريف : " إن لكل داء دواء ، ودواء الذنوب الاستغفار "
و لا يمكن تحقيق السعادة إلا بالتعامل مع الآخر ، فالإنسان الذي يعيش في عزلة عن الناس لا يتذوق طعم الفرحة والسرور ، ولا الحزن والألم ، فكل عنده سواء
أما الجماعة فتحفز على الإخلاص وإشاعة الخير بين الناس ، والتنافس في إرضاء الله ، قال تعالى : " لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس ، ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضاة الله فسوف نوتيه أجرا عظيما " سورة النساء الآية 114
ويمكن تحقيق سعادة الدنيا والآخرة بالاشتغال بما يلهي النفس عن التوتر والقلق مثل الذكر " ألا بذكر الله تطمئن القلوب " سورة الرعد الآية 228 ، والتفكير في الحاضر ونسيان الماضي وعدم الخوف من المستقبل ، فالذي مضى لا يعود والذي في علم الغيب له مدبر حكيم ، قال صلى الله عليه وسلم : " احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز ، وإن أصابك شيء فلا تقل : لو أني فعلت كذا كان كذا وكذا ، ولكن قل : قدَّر الله وما شاء فعل ، فإن " لو تفتح عمل الشيطان " " رواه مسلم
وكذا بالنظر إلى ما هو دونه ، والابتعاد عن الأسباب الجالبة للهموم والاعتماد على الله والوثوق به وظن الخير .. فالسعيد هو من سعد في الدنيا والآخرة ، قال تعالى : " فأما من أوتي كتابه بيمينه فيقول هاؤم اقرأوا كتابيه إني ظننت إني ملاق حسابيه فهو في عيشة راضيه في جنة عاليه قطوفها دانية كلوا واشربوا هنيئا بما أسلفتم في الأيام الخالية " سورة الحاقة الآية من 19 الى 24 ، إنها السعادة العارمة ..
ونخاص إلى أن السعادة في الإسلام ترتكز على مايلي :
1- الايمان الصادق و العمل الصالح .
2- الاكثار من ذكر الله وقراءة القرأن الكريم .
3- كثرة التوبة و الاستغفار .
4- الدعاء بصلاح الدين و الدنيا .
5- مقابلة الاساءة بالاحسان .
6- تجنب الوحدة و الفراغ .
7- الاشتغال بعمل او علم نافع .
8- التحدث بنعم الله الظاهرة و الباطنة .
9- تذكر مصائب الاخرين .حتى تهون عليك مصائبك .
10- النظر الى من هو اسفل منك في امور الدنيا و الى من هو اعلى منك في امور الدين .
11- القناعة و الرضا .
12- التعفف .
13- احتساب الاجر في كل صغيرة و كبيرة .
14- الايمان بالقضاء و القدر .
15- تجنب الغضب و دواعيه .
16- الحرص على اعطاء كل ذي حق حقه .
17- حسم الاعمال الموكل بها .
18- نسيان ما مضى من المكاره .
19- ان تحب للناس ما تحب لنفسك .
20- مخالطة الاخيار و تجنب الاشرار .
21- تذكر ما اعده الله لعباده المؤمين بالجنة من النعيم المقيم .
22- تقبل النصح و التوجيه .
جعلنا الله جميعا من الفائزين بسعادة الدنيا والآخرة
فاطمة امزيل
سفيرة الم