الـكـــــــــــــــــــــــــذبــــ
تعريــــــــــف الكــــــذب :
الكذب هو أن يخبر الإنسان بخلاف الواقع، فيقول: حصل كذا وهو كاذب، أو قال فلان كذا وما أشبه ذلك فهو الإخبار بخلاف الواقع .. عن رياض الصالحين ص560
ويضيف ابن منظور : وليس الإخبار مقصورًا على القول، بل قد يكون بالفعل، كالإشارة باليد، أو هز الرأس، وقد يكون بالسكوت.
كما يمكن أن نعرف الكذب بأنه ادعاء شيء أو أمر مع تغيير الواقع وإخفاء الحقيقة وهو مدرك لهذا ومتعمد لتحقيق هدف معين وقد يكون ماديا ومعنويا . . وهوضد الصدق.
أسـبـــــــاب الكـــــــــذب :
هناك أسباب كثيرة تدفع الإنسان إلى الكذب ومن أهم هذه الأسباب :
الخوف من العواقب .. واكتساب بعض الفوائد .. والحفاظ على المكانة الإجتماعية .. والاعتياد على الكذب
ومن أهم النتائج الأجتماعية للكذب فقدان ثقة الأخرين في الشخص الكذاب ،
والتشكيك في جميع أقواله وأفعاله .. قلة الخوف من الله و عدم مراقبته في السراء
و الضراء.. مسايرة المجالس و لفت الانظار بروايات كاذبه .. المباهات بالكذب على انه
من سرعة البديهة و الفطنة.. عدم الثقة بالنفس و تحمل المسؤولية. . التعود على الكذب منذ الصغر..الهروب من الواقع و الخوف من مواجهة الحقيقة.
حكم الاسلام في الكذب :
الكذب من السلوكيات المذمومة التي حذر منها القرآن الكريم في 283 آية من كتاب اللَّه عز وجل. حسب المعجم المفهرس ص598.
فهناك آيات تحمل التهديد الأكيد والوعيد الشديد، ومن الخوف المزيد لمن كان الكذب سلوكه وخلقه ومسلكه من هذه الآيات :
قوله تعالى : " إن الله لا يهدي من هو مسرف كذاب " سورةغافر الآية 28
وقوله تعالى: " لعنة الله على الكاذبين " سورة آل عمران الآية 61
فقد حرم اللهُ الكذب و أعتبره ذنبا عظيما و كبيرة من الكبائر .. و عملا قبيحا مغايرا لروح الإيمان و حقيقته .. و ذم الكاذبين في كتابه الكريم و توعدهم بالعذاب و النار .
قال الله عز و جل : " إنما يفتري الكذب الّذين لا يؤمنون بآيات اللّه وأولئك هم الكاذبون "
و قال جَلَّ جَلالُه : " فِي قلوبهِم مَّرض فزادهم الله مرضا ولهم عذاب أَليم بما كانوا
يكذبون "
فلا يجوز الكذب بكل أنواعه ـ جِدّه و هزله ـ في الشريعة الإسلامية ، إلاّ في بعض الموارد المستثناة .
فالكذب شر ، وقد نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عنه .. فعن عبد اللَّه بن مسعود رضي اللَّه عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب
حتى يكتب عند اللَّه كذابًا " رواه البخاري /6094، ومسلم /2607 .
وإن الرجل لايزال يكذب في حديثه حتى يصل إلى الفجور والعياذ بالله وهو الخروج عن الطاعة والتمرد والعصيان .. عن شرح رياض الصالحين 19114 .
وعن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص رضي اللَّه عنهما : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "أربع من كن فيه كان منافقًا خالصًا، ومن كانت فيه خلة منهم كانت فيه خلة من النفاق حتى يدعها: إذا حدث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا وعد أخلف، وإذا خاصم فجر".
رواه البخاري / 34، ومسلم / 58 .
وعن النواس بن سمعان رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "كبرت خيانة أن تحدث أخاك حديثا هو لك مصدق وأنت له كاذب ".
والكذب يؤدي إلى مرض القلب والقلب المريض لا يشعر بالاطمئنان والسكينة ونجد ذلك بوضوح في قوله تعالى : " ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين ، يخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون ، في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون " سورة البقرة الآيات : 8 إلى 10.
انــــــــــواع الكـــــــــذب :
يعتبر علماء النفس والباحثون الكذب ظاهرة مرضية وسلوكا اجتماعيا منبوذا يستحق العلاج والتشخيص عندما يكون متكررا, وعندما يؤثر على مصلحة الفرد والمجتمع .. واكتشفوا وجود اختلافات في توزع المادة الرمادية والمادة البيضاء في الدماغ, اذ أن من يعانون الكذب المرضي سجلوا وجود نسبة اكبر من المادة البيضاء في منطقة مقدمة الجبهة لان الكذب يتطلب الكثير من الجهد, ويمنح وجود المادة البيضاء الشخص الكاذب كل الاسلحة الضرورية لهذا الفن المعقد في الخداع .. وقد حددوا الكذب في أنواع :
= الكـذب الخيـالى :
حيث يلجأ الأطفال الصغار ـمن سن 4 إلى 5 سنين ـ إلى اختلاق القصص وسرد حكايات كاذبة من صنع خيالهم ويتعاملون معها على أنها حقيقة
= كذب الدفاع عن النفس :
وقد يلجأ الطفل الكبير أو المراهق إلى اختلاق بعض الأكاذيب لحماية نفسه وللهروب من مراقبة الآباء ..
=الكذب الاجتماعى :
وقد يكتشف بعض المراهقين أن الكذب من الممكن أن يكون مقبولا في بعض المواقف مثل الحب والتملص من الصداقة ..
= كـــذب المبالــــغة :
إذ يلجأ بعض الأطفال ممن يدركون الفرق بين الصراحة والكذب إلى سرد قصص طويلة قد تبدو صادقة.
= الكــذب المرضــى :
فقد يكذب الطفل لإسقاط اللوم على شخص ما يكرهه أو يغار منه وهو من أكثر أنواع الكذب خطرا على الصحة النفسية وعلى كيان المجتمع ومثله وقيمه ومبادئه،
و من الكذب ما هو جائز " الكذب الجائز " و ما هو محرم " الكذب المحرم "
الكذب المحرم هو كل شيء يقوله الانسان خلاف الواقع سواء كان الكذب على الله او على الرسول صلى الله عليه وسلم كأن يقول قال صلى الله عليه و سلم و يخرج كلام
من عنده لم تثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم او الكذب على الناس و على
الأهل ..و من ذلك أيضا الكذب على الاطفال حين تعدهم بشيء ولا توفيه ..الكذب
ضـد الإيمـان ، ولا شك و أن له آثارا سيئة و عواقب خطيرة ، تختلف بإختلاف نوعه
و حجمه ، فمنها ما تكون مادية و منها ما تكون معنوية أو تشمل الجانبين ، و قد تكون
هذه الآثار و العواقب محدودة بالجانب الفردي ، و قد تمتد و تتسع دائرتها لتشمل
المجتمع ..
حالات يجوز فيها الكذب :
الحالة الاولى الكذب على العدو عند حربه للمسلمين لتضليله والإيقاع به في فخ الخداع الحربي فالحرب خدعة ..
وأما الحالة الثانية التي يجوز فيها الكذب فهي الإصلاح بين متخاصمين وخلق المحبة بينهما ..
روى البخاري ومسلم عن أم كلثوم قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "ليس الكذاب الذي يصلح بين الناس فينوي خيراً أو يقول خيراً " ..
وأما الحالة الثالثة التي يجوز الكذب فيها فحديث الرجل لزوجته وحديث الزوجة لزوجها من أجل تمتين أواصر الوفاق والمودة بينهما ..
وأسأل الله لي ولكم المغفرة وهدايتنا إلى اجتناب الكذب والخداع
سيدة الكلمات
فاطمة امزيل