إنه حياتها وكيانها
-:-:-:-:-:-:-:-:-
( قصة قصيرة )
كانت تحبه جدا جدا
تسحب النور من الشمس بالنهار .. و من القمر بالليل .. لتجعل قلبه يراها
تغازل الزهور و الورود و أوراق الشجر .. تُحَمِّلُها إلى حبيبها رسائل الحب و العشق و الهِيام
تنسج الأحلام و الأنغام على أوتار قلبها الذي لا يخفق إلا باسمه
الذي لا يضخ الدم إلى الجسم إلا محملا بآيات العشق و الشوق و الحنين
كل خلايا جسمها تهتز لذكره أو رؤية خيال يدل عليه
تنتابها حمى شديدة ساخنة أحيانا و أحيانا بارده
لا تفكر إلا به
لا تتكلم إلا به
لا تتنفس إلا عبير كلماته العذبة الرقيقه
إنه حياتها وكيانها
كل شيء في الحياة غيره باطل
كل شيء غيره زيف و بهتان
لا حقيقة إلا حبها .. ولا وجود إلا لحبيب قلبها
تقف على بابه تنتظر أن تكحل عينيها بطلعته .. فيزداد الشوق إلى سماع صوته و رسم كلماته
عند كل لقاء يقول لها : " أحبكِ "
تجيبه : " وأنا أكثر " .. " لا يمكن أن يكون حبكَ يا حبيبي من حبي أكبر "
عند كل لقاء تسقط من بين يديه صورة حبيبة جديدة
كان يغازل كل النساء
كان قلبها يتفطر ..
كانت تُقنع نفسها : " تلك مجاملات ليس أكثر "
كانا يبنيان الأحلام سويا
كانت " مريم " حلمهما الأكبر
يسطران الحاضر و المستقبل
لكنه يحب النساء .. النساء .. أكثر
كالفراش بين الزهور يتنقل
ليت قلبها بعد هذا اللين يتحجر
الغيرة تنخر في كيانها
تحرق منها العواطف و الوجدان
الغيرة أحالتها قصرا بلا جدران
كانت دائما تعتزم الرحيل بعيدا بعيدا
كيف تبتعد وهو نبض القلب و سلامة الكيان .. ؟؟؟؟؟
هو العمر .. هو الحياة .. هو الحلم .. هو الحقيقة
كيف تنسى نسماته و ألحانه الرقيقة
لا مفر إذا من عالم هو فيه الماء .. و الهواء .. و الضياء
الهروب منه يعني الموت الأكيد
كيف تهرب من قدر إلى قدر
إنها حقا تموت .. وقد اختارت ميتة الشجر
تحيات فاطمة أمزيل
سيدة الكلمات